قال تعالى
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَـــــــانَ أَمْرُهُ فُـــــــرُطاً )الكهف28
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يأمر تعالى
نبيه محمدا صلى الله
عليه وسلم وغيره أسوته في الأوامر
والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين
(الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ )
أي
أول النهار وآخره يريدون
بذلك وجه الله فوصفهم
بالعبادة والإخلاص فيها
ففيها الأمر بصحبة الأخيار
ومجاهدة النفـس على صحبتهم
ومخالطتهم وإن كانـــــوا
فـقراء فإن في صحبتهم
من الفوائد ما لا يحصى
( وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ )
أي
لا تجاوزهم بصـــــرك
وترفع عنـــــــهم نظــــرك
( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) :
فإن هذا ضار غير نافع وقاطع عن
المصالح الدينية فإن ذلك يوجب تعلق القلب
بالدنيا فتصير الأفكار والهواجس فيها وتزول من القلب
الرغبة في الآخرة فإن زينة الدنيا تروق للناظر وتسحر القلب
فيغفل القلب عن ذكر الله ويقبل على اللذات والشهوات
فيضيع وقته وينفرط أمره فيخسر الخسارة الأبدية
والندامة السرمدية ولهذا قال